لقد عرف المرء هواية التصوير منذ القدم، ولا زالت هذه الهواية تتطور سنة بعد سنة حيث الثورة التكنولوجية التي نشهدها في عالم التصوير الفوتوغرافي، حتى أصبحت فناً قائماً بذاته، وتمارس باهتمام واسع، حتى صارت سببا في تقوية العلاقات والاتصالات التي تنشأ بين الأفراد والجماعات، ومن الطبيعي أن يترتب على هذه الهواية أمور متعددة من اختلافات وتناقضات وتعارضات في الأهداف والمصالح والأفكار بين الأفراد والجماعات. بل، فقد تعدى الأمر ليكون أكثر من مجرد هواية، ففي ظل انتشار صفحات التواصل الاجتماعي، ساعدت كثيرا أصحاب هذه الهوايات ليبلغوا وظائف ومراكز مهمة في عالم التصوير، بل وقسما منهم من أصبحت مهنته التصوير لتكون مصدر رزق له، ناهيك عن المعارض التي تقام لنشر لوحات فنية إبداعية لما يتم التقاطه باحتراف مهني. ومما لا بد من الإشارة إليه، أنه بإمكان المرء تنمية هذه الهواية بطريقة متميزة ولكن من الصعوبة على المرء أن ينخرط في مهنة التصوير بدون أن يلم بالمبادئ الأساسية لفن التصوير الاحترافي الذي يبرز الجوانب الفنية ويظهر الواقع الحقيقي على أكمل الصورة.
من هذا المنطلق، وبناء لما ذكر، فقد تم إنشاء مشروع "صورة" الأول من نوعه في البلاد، حيث يجمع هواة التصوير في بيت واحد، من جميع الفئات ومختلف الأعمار، ويعمل على لم شملهم وتوحيدهم تحت سقف واحد، فقد تم فتح صفحة خاصة عبر الفيس بوك والتي ضمت بين جنباتها حتى الآن أكثر من 11 ألف منتسب، يقومون بنشر لقطاتهم مما أبدعه الله في تصوير هذا الكون. كذلك فإن الأعضاء في "صورة" مع مسؤوليها، يتم من خلالها تبادل الآراء والخبرات بمهنية وموضوعية وصدق، من أجل الارتقاء بهواة التصوير لإنتاج صور غاية في الروعة والحرفية. كما يتم تزويدهم بمعلومات عن كل ما هو جديد في عالم التصوير من كاميرات وعدسات وتقنيات...
وفي حديث مع السيد أحمد مقالدة مدير شركة الأنوار مقالدة والقائم على المشروع، قال: “هذا المشروع الذي بدأ حديثا، منذ بداية العام 2-14، له آفاق بعيدة جدا، وسيقدم للوسط العربي خدمة مميزة جدا، وسيمنح ثروة معلوماتية من ناحية التصوير الاحترافي والمهني. جاء الوقت، كي نربط أصحاب القدرات الاقتصادية والمعرفية بما هو مهني ومواكب للعصر".
مشروع صورة، والذي فكرته تزداد يوما بعد يوم شعبية وإقبالا، يقوم على عدة مشاريع وفعاليات تربوية واجتماعية، كما أنه يشارك في العديد من المؤتمرات الخاصة بعالم التصوير الاحترافي، ويقيم معارض للتصوير الاحترافي. وقد أنشأت "صورة" مؤخرا، مشروعا جديدا بعنوان "مسجدي" والذي أقيم في ظل الأحداث المشحونة، التي شهدتها مساجد بلادنا، من شرقها إلى غربها، ومن جنوبها إلى شمالها، في ظل أحداث والتي باتت تُعرف بـ “تدفيع الثمن”، والانتهاكات التي أصابت مقدسات المسلمين وغيرهم، وانتهاك حرماتها.
مع حلول رمضان المبارك، فقد أقامت “صورة” مسابقة جديدة فريدة، تأصيلا وحفاظا على مقدساتنا، بإنشاء مسابقة “أجمل لقطة لمسجد في فلسطين". كما ويشار إلى أن "صورة" ستطلق قريبا مشروعا مميزا فريدا من نوعه في البلاد، وهو تنظيم رحلة إلى خارج البلاد للتصوير العالمي.
ومن الجدير ذكره، أن هذا المشروع والمركز له السيد أحمد مقالدة من شركة الأنوار مقالدة، والذي يعمل على إحداث هذه الثورة المعلوماتية والتي تصارع العصر ودائما تسبق الأحداث المحلية.